مسرحيات عربية

فلك اسود ،، فلك ابيض ومتطلبات العرض الجماهيري.. مقال للمخرج غانم حميد

 

 

المخرج الفنان غانم حميد يكتب عن وجهة نظره عن العرض المسرحي ( فلك اسود ،، فلك ابيض)  للكاتب علي عبد النبي والمخرج الدكتور رياض شهيد للفرقة الوطنية للتمثيل .

فلك اسود ،، فلك ابيض

ومتطلبات العرض الجماهيري..

بدءا سلام على من اتخذ العلم وسيلة للبحث عن الحقيقه ومن التحليل محطة من محطات الوصول اليها

وسلام على من تجرع السم وصمت مجبورا على مجموعة من الكلمات والجمل التي يتندر بها هنا وهناك من دون درايه..

لا انوي الهجوم على احد ولا الدفاع عن مخرج عرض مسرحية فلك اسود الدكتور الباهلي ولاتبرئة مؤلفها الزيدي بل ان اضع التجربة فوق ميزان الذهب الدقيق حتى نخرج بحصيلة كمية الذهب الخالص من كمية النحاس الذي اختلط فيه .

كلنا كمسرحيين ومثقفي هذا الميدان علم ما ذهب اليه الزيدي في نصوصه الحالكات بالغرابه ومشاكسة التابو والتشكيك بمعطيات المؤمنين به ومعطياته وقبل ذكرت في مقال لي جنوح الزيدي للتعامل مع الواقع بفرضيات مجنونه يراد بها ترجمة مايمر به العالم وهذه الارض التي نعيش عليها عن طريق اللعب باقتراحات الخيال والتطرف فيها .. هذه الافكار والفرضيات عندما تصبح عرضا اكاديميا بين اسوار الجامعة المختصه بالجماليات المسرحيه هي ليست ذات العرض الذي يقدم على سطح مسرح النخبه او مسرح المهرجانات وهي ايضا ليس ذات العرض الذي يقدم مفتوحا الى الجماهير وعلى قاعة مسرح وطني يؤمه الجمهور من دون تمييز او تصنيف او فلتره ، ال National theatre يعني المسرح الوطني وعرض فلك اسود على منضدته يعني ان تقدم عرضا جماهيرا بفلك ابيض باساليبه وطريقة معالجة الافكار والفرضيات فيه فليس من المعقول ان ياتي المخرج باساليبه الغرائبيه الصعبه ليعالج نصا غرائبيا كتحول جنس احدى شخصياته الى جنس اخر وما تبع هذا الحدث من افعال واسئله وسخريه او حتى مشاهد كوميديه .

عندما قدمت في انتظار كودو وفي اول عرض لها لم يكن الباحثين قد صنفوا العرض قبلا بانه استل من ادبيات نصوص اللامعقول ولم يسمى عرضا مسرحيا من جنس عروض اللامعقول فلم تكن الرؤية في التصنيف قد استقرت بل عرض ربما كان جديدا على طبيعة التلقي العام وغير متجانس مع شكل العروض القائمه انذاك قبل اندلاع الحرب العالميه الثانيه .. هكذا كانت الحكايه في العرض المباشر العام وذات الاسلوب قدمه رياض شهيد للعامة من الناس .. بساطه ودلالات موحيه بالتعجب وكوميديا ضروريه للتعبير عن سخافة التحول من وجهة نظر الزوج ومن حكايا وعروض الزوجه الرجل عندما تحدثت عن الاحد الدامي والثلاثاء الدامي … وهكذا

 قد لا اتفق مع رياض شهيد مخرجا في تقنيات العرض مثلا وشكل ديكوراته وازيائه  ورثاثة المسرح وارضيته والاداء الذي يذهب احيانا نحو لاهورمونيته بسبب الاختلاف الواضح بين القدرات لكني اتفق مع شكل المعالجه و اساليبها لان المسرح ولد للجماهير وركنا من اركانه وليس لمجموعات الجمل الجاهزه والنقود المنفعله والغمزواللمز وربما الشتم لان مخرجنا الكبير الراحل قاسم محمد قال :

الجمهور العراقي بحاجه الى تمرين مشاهده …

وجمهورنا العام الى الان لا يريد ولايرغب فذلكات الثمانينات ورموزها ولاتصريحات من يعرفوا انفسهم بالجماليون لانهم كذابين ولاتصنيف  مدارس الفن وادبه وسط حروب وحصارات وحكومات وبنى اجتماعيه هزيله اثرت كثيرا بالتلقي العام واحطت من قدره .

عرضا من الذهب عيار١٦ وربما ١٨لان بعضا من ذرات النحاس فيه

لكنه ليس نحاسا تعلقت فيه بعضا من ذرات الذهب.

  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى